تحذيرات من رفع مفاجئ للفائدة في السويد قبل الصيف – هل الاقتصاد في خطر؟
تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي السويدي (Riksbanken) لن يغير سعر الفائدة الأساسي في اجتماعه القادم هذا الأسبوع. ومع ذلك، فإن الارتفاع غير المتوقع في معدل التضخم في السويد، إلى جانب تأثيرات الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد يدفع البنك إلى رفع أسعار الفائدة قريبًا.
توقعات برفع الفائدة في مايو أو يونيو
يتوقع Torbjörn Isaksson، كبير المحللين في بنك Nordea، أن يكون هناك احتمال لرفع سعر الفائدة خلال الأشهر القليلة القادمة. ووفقًا له، فإن التضخم المرتفع قد يجبر Riksbanken على اتخاذ إجراء سريع، حيث قال:
“قد يكون هناك رفع للفائدة في مايو أو يونيو، لأن معدل التضخم أعلى بكثير مما كان متوقعًا”.
في اجتماعه القادم، من المتوقع أن يقوم Riksbanken بتعديل مسار سعر الفائدة في إعلانه يوم الخميس. ويرى Isaksson أن البنك المركزي قد يلمّح إلى أن الخطوة التالية ستكون رفعًا للفائدة، ولكن ليس بشكل واضح تمامًا، مما يجعلها أول زيادة منذ سبتمبر 2023.
التضخم والتحديات الاقتصادية
يظل السؤال الأهم هو إلى متى سيواصل البنك المركزي اعتبار التضخم المرتفع مجرد انحراف مؤقت. حتى الآن، يفسر البنك التضخم بكونه نتيجة للتغيرات في سلة السلع المستخدمة لحساب معدل التضخم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية عالميًا. ويأمل البنك أن يؤدي ارتفاع قيمة الكرونة السويدية إلى تخفيف هذه الضغوط التضخمية مستقبلًا.
على الرغم من ذلك، لا تزال السويد في حالة ركود اقتصادي مع ارتفاع معدلات البطالة، وهو ما قد يحدّ من قدرة Riksbanken على رفع أسعار الفائدة بشكل متكرر أو كبير.
هل سيقوم البنك المركزي بخطوة تحذيرية؟
إذا لاحظ البنك المركزي أي مؤشرات على أن التضخم المرتفع قد يستمر لفترة طويلة، فقد يضطر إلى إرسال رسالة تحذيرية للأسواق عبر رفع أسعار الفائدة. يوضح Isaksson هذه النقطة بقوله:
“إذا رأت Riksbanken أن التضخم المرتفع قد يرسخ نفسه، على سبيل المثال من خلال ارتفاع توقعات التضخم بين المستهلكين والشركات، فقد ترغب في التأكيد على أنها لن تقبل بمستويات تضخم مرتفعة”.
وأضاف أيضًا أن هذا الوضع غير متوقع تمامًا، حيث لم يكن متصورًا في التوقعات الاقتصادية قبل شهر واحد فقط.
تأثيرات الحرب التجارية وسياسة ترامب
من العوامل الأخرى التي تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي هو تأثير السياسة التجارية للولايات المتحدة. يعتقد Isaksson أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب قد بدأت بالفعل تؤثر على الأسعار في المتاجر السويدية، حيث قال:
“قد يكون للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تأثير مباشر على أنماط الاستهلاك وزيادة تكاليف الشحن، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار”.
في جلسة استماع بالبرلمان السويدي، أعرب محافظ البنك المركزي Erik Thedéen عن قلقه بشأن الوضع الحالي، مشيرًا إلى أن معدل التضخم الأساسي (KPIF) بلغ 2.9٪ في فبراير، وهو أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2.0٪.
مستقبل غير واضح للاقتصاد السويدي
مع استمرار حالة عدم اليقين حول السياسات الاقتصادية الأمريكية والعوامل العالمية الأخرى، يواجه البنك المركزي السويدي معضلة معقدة. فبينما كان من المتوقع سابقًا إجراء خفض جديد في أسعار الفائدة خلال الربع الثاني من العام، يبدو أن هذه التوقعات قد تغيرت تمامًا.
يقول Isaksson:
“إن الموقف الحالي غير مؤكد للغاية. سياسات إدارة ترامب المتعلقة بالتجارة والأمن غير متوقعة، ونحن لا نعرف إلى أين ستؤدي، مما يجعل من الصعب تقييم التأثيرات الاقتصادية المحتملة”.
مع هذه التطورات، قد يجد البنك المركزي نفسه مضطرًا إلى اتخاذ قرارات غير متوقعة للحفاظ على استقرار الاقتصاد السويدي في مواجهة الضغوط التضخمية والاضطرابات العالمية.